ما علاقة الصداع النصفي بالتقيؤ؟
يلتبس الأمر على الكثيرين عندما يرافق شعورهم بالصداع النصفي مع التقيؤ، حيث يعتبر الصداع النصفي أحد الاضطرابات الوعائية الدماغية، يصاحبه ألم شديد في جانب واحد من الرأس، وقد يتسبب هذا الألم بظهور مجموعة من الأعراض الأخرى، وفي طليعتها الغثيان والتقيؤ، فما هي العلاقة بين الصداع النصفي والتقيؤ؟ إليكم الإجابة في ثنايا هذا المقال.
ما هي أعراض الصداع النصفي؟
تجتمع مجموعة من الأعراض لدى مريض الصداع النصفي، وهي كالتالي:
- شعور بألم شديد في أحد جانبي الرأس أو في كلا الجانبين.
- تشويش واضح في الرؤية.
- الانزعاج الشديد من الضوء أو الأصوات أو الروائح.
- الإرهاق والدوار.
- الإغماء.
- شعور بألم في البطن.
- حرقة شديدة في المعدة.
ويصاحب الصداع النصفي ألم وغثيان بالإضافة إلى التقيؤ، ومع هذا إلا إن للتقيؤ دورًا متميزًا في التقليل من حدة الألم المصاحب للصداع، لهذا فهنالك بعض المصابين بالصداع النصفي الذين يلجأوون للتقيؤ المتعمد، بهدف وقف آلام الرأس.
لماذا يساعد التقيؤ على التخفيف من الصداع النصفي؟
هنالك العديد من الدراسات والفرضيات التي توصل إليها العلم لتفسير العلاقة التي تربط الصداع النصفي بالتقيؤ من حيث تخفيف حدة الألم المصاحب له، وهذه التفسيرات كالتالي:
- فرضية انتهاء نوبة الصداع النصفي: يرى بعض الباحثين أن التقيؤ هو المرحلة الأخيرة لتطور نوبة الصداع النصفي، وفي أثناء الصداع النصفي يضعف عمل القناة الهضمية، وعند انتهاء الصداع النصفي تتحرك القناة الهضمية من جديد وبالتالي يكون التقيؤ مرتبط ارتباط مباشر مع انتهاء الصداع النصفي.
- فرضية انخفاض المدخلات الحسية: ترى هذه الفرضية بأن التقيؤ يعزز من تأثيرات مسكنات الألم، بحيث يقضي على كل ما يدخل في الأمعاء.
- فرضية التفاعل المعقد: تذهب هذه الفرضية لفكرة توقف ألم الصداع النصفي نتيجة التفاعلات المعقدة التي تنشأ بين الأنظمة العصبية المختلفة في الجسم، وبالتالي يكون التقيؤ هو العملية الأخيرة الناتجة في جملة هذه التفاعلات، ويكون التقيؤ إشارة واضحة على توقف الصداع النصفي.
- فرضية العصب المبهم: ترتبط هذه الفرضية بالعصب المبهم، وهو عبارة عن عصب قحفي يتم تحفيز من خلال عملية التقيؤ، وقد يساعد تحفيز هذا العصب إلى تقليل الصداع النصفي أو وقف الشعور بالألم، ويتم تحفيز هذا العصب باستخدام أدوية محفزات للعصب المبهم.
- فرضية الببتيد العصبي: تنص هذه الفرضية على اعتبار التقيؤ وسيلة لحدوث بعض التأثيرات الكيميائية اللا إرادية، والتي تعمل على خفض آلام الصداع النصفي.
- فرضية انقباض الأوعية الدموية المحيطية: يعمل التقيؤ على تحفيز تأثيرات الأوعية الدموية اللاإرادية التي لها دور فعال في تقليل آلام الصداع النصفي، بحيث يسبب التقيؤ تضيق في الأوعية الدموية المحيطية، وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى الأوعية الحساسة للألم، وهذا بدوره يقلل من الشعور بالألم المصاحب للصداع.
وبالتالي تكون هذه الفرضيات هي المفسر العلمي للعلاقة التي تربط بين التقيؤ والصداع النصفي، من حيث دوره في تقليل الألم المتزامن مع الصداع.